1_ من سقوط النفس أن يغتر الشاب فتاة حتى إذا وافق
غرتها مكر بها، وتركها بعد أن يلبسها عارها الأبدي. 1/ 212
2_ الذي يجد طهارة قلبه يجد سرور قلبه، وتكون نفسه
دائماً جديدة على الدنيا. 1/ 232
3_ الإيمان وحده هو أكبر علوم الحياة يبصرك إذا
عميت في الحادثة، ويهديك إذا ضللت عن السكينة، ويجعلك صديق نفسك تكون وإياها على المصيبة،
لا عدوَّها تكون المصيبةُ وإياها عليك. 1/ 233
4_ إن الشقاء في هذه الدنيا إنما يجره على الإنسان
أن يعمل في دفع الأحزان عن نفسه بمقارفة الشهوات، وبإحساسه غرور القلب؛ وبهذا يبعد
الأحزان عن نفسه؛ ليجلبها على نفسه بصورة أخرى. 1/ 239
5_ فكل ما تراه من أساليب التجميل والزينة على
وجوه الفتيات وأجسامهن في الطرق _ فلا تَعدَّنَّهُ من فَرْط الجمال، بل من قلة الحياء.
1/ 302
6_ ويقول متحدثا عن اللقطاء:ههنا باعث الشهوة
قد عجز أن يَسْمُوَ سموَّه _ وما سُمُوُّه إلا الزواج _ فتسفَّل وانحط، ورجع فسقاً،
وعاد أوله على آخره، كان أوله جُرْماً، فلا يزال إلى آخره جرماً، ولا يزال أبداً يعود
أوله على آخره؛ فلما حملت المرأة، وفاءت إلى أمرها، وذهب عنها جنون الرجل والرجل معاً
_ انطوت على الثأر، والحقد، والضغينة؛ فلا يكون ابن العار إلا ابن هذه الشرور أيضاً.
والأمهات يعدون لأجنتهن
الثياب والأكسية قبل أن يولدوا ويهيئن لهم بالفكر آمالاً وأحلاماً في الحياة؛ فيكسبنهم
في بطونهن شعور الفرح، والابتهاج، وارتقاب الحياة الهنيئة، والرغبة في السمو بها.
ولكن أمهات هؤلاء يعدون
لهم الشوارع، والأزِقَّة منذ البدء، ولا ترتقب إحداهن طول حملها أن يجيئها الوليد،
بل أن يتركها حياً، أو مقتولاً، فيورثنهم بذلك _ وهم أجنة _ شعور اللهفة، والحسرة،
والبغض، والمقت، ويَطْبَعْنَهُمْ على فكرة الخطيئة، والرغبة في القتل؛ فلا يكون ابن
العار إلا ابن هذه الرذائل.
وتظل الفاسقة مدة حملها
تسعة أشهر في إحساس خائف مترقب منفرد منعزل عن الإنسانية ناقم متبرم متستر منافق.
ومتى ألقت الفاسقة ذا
بطنها قطعته لتوه من روابط أهله وزمنه، وتاريخه، ورمت به؛ ليموت، فإن هلك فقد هلك،
وإن عاش لمثل هذه الحياة فهو موت آخر شر من ذلك.
ومهما يتوله الناس، والمحسنون،
فلا يزال أوله يعود على آخره؛ مما في دمه، وطباعه الموروثة، ولا يبرح جريمة ممتدة،
متطاولة، ولا ينفك قصة فيها زانٍ وزانية، وفيها خطيئة ولعنة.
فهؤلاء كما رأيت أولاد
الجرأة على الله، والتعدي على الناس، والاستخفاف بالشرائع، والاستهزاء بالفضائل.
وهم البغض الخارج من الحب،
والوقاحة الآتية من الخجل، والاستهتار المنبعث من الندامة.
وكل منهم مسألة شر تطلب
حلها، وتعقيدها من الدنيا، وفيهم دماء فوارة تجمع سمومها شيئاً فشيئاً كلما كبروا سَنَةً
فسنة. 1/309 _310
7_ ويا حسرتا على هؤلاء الصغار المساكين؛ إن حياة
الأطفال فيما فوق مادة الحياة _ أي في سرورهم وأفراحهم _ وحياة هؤلاء البائسين فيما
هو دون مادة الحياة، أي في وجودهم فقط.
وكِبَرُ الأطفال يكون
منه إدخالهم في نظام الحياة، وكِبَرُ هؤلاء إخراجهم من الملجأ، وهو كل النظام في دنياهم
ليس بعده إلا التشريد، والفقر، وابتداء القصة المحزنة. 1/ 311
8_ وهؤلاء اللقطاء في حياة العامة قد نزعت منها
الأم والأب؛ فليس لهم ماض كالأطفال، وكأنهم يبدؤون من أنفسهم لا من الأباء والأمهات.
1/ 312
9_ عجباً! إن سيئات اللصوص والقتلة كلها يُنسى،
ويتلاشى، وسيئات العشاق والمحبين تكبر. 1/ 312
10_ ولكن المرأة هي التي خلقت؛ لتكون للرجل مادة
الفضيلة، والصبر، والإيمان، فتكون له وحياً، وإلهاماً، وعزاءً، وقوة، أي زيادة في سروره،
ونقصاً في آلامه.
ولن تكون المرأة في الحياة
أعظم من الرجل إلا بشيء واحد، هو صفاتها التي تجعل رجلها أعظم منها. 2/ 151
11 _ فمهما تكن الزوجة شقية بزوجها فإن زوجها قد
أولدها سعادتها، وهذه وحدها مزية ونعمة. 1/ 292
12_ أما الفتاة فكانت في الأكثر للزواج، فعادت في
الأقل للزواج، وفي الأكثر للهو والغزل.
وكان لها في النفوس وقار
الأم، وحرمة الزوجة، فاجترأ عليها الشبان اجترائهم على الخليعة الساقطة.
وكانت مقصورة لا تنال
بعيب، ولا يتوجه عليها ذم، فمشت إلى عيوبها بقدميها، ومشت إليها العيوب بأقدام كثيرة.
وكانت بجملتها امرأة واحدة،
فعادت مما ترى، وتعرف، وتكابد كأن جسمها امرأة، وقلبها امرأة أخرى، وأعصابها امرأة
ثالثة. 1/ 162 _ 163
13_ انظر ما فعلت كلمة الحرية بكلمة التقاليد، وكيف
أصبحت هذه الكلمة السامية من مبذوء الكلام، ومكروهه، حتى صارت غير طبيعية في هذه الحضارة،
ثم كيف أحالتها، فجعلتها في هذا العصر أشهر كلمة يتهكم بها على الدين، والشرف، وقانون
العرف الاجتماعي في خوف المعرة والدنيئة، والتصاون من الرذائل، والمبالاة بالفضائل؛
فكل ذلك تقاليد.
وقد أخذت الفتيات المتعلمات
هذه الكلمة بمعانيها تلك، وأجرينها في اعتبارهن مكروهة وحشية، وأضفن إليها من المعاني
حواشي أخرى، حتى ليكاد الأب والأم يكونان عند أكثر المتعلمات من التقاليد.
أهي كلمة أبدعتها الحرية؟
أم أبدعها جهل العصر وحماقته، وفجوره، وإلحاده؟
أهي كلمة تَعْلَقُها الفتيات
المتعلمات لأنها لغة من اللغة؟ أم لأنها لغة ما يحببن؟
تقاليد ؟ فما هي المرأة بدون هذه التقاليد؟
إنها البلاد الجميلة بغير جيش، إنها الكنز المخبوء مُعَرَّضاً لأعين اللصوص تحوطه الغفلة
لا المراقبة.
هب الناس كلهم شرفاء متعففين
متصاونين _ فإن معنى كلمة كنز متى تركت له الحرية، وأغفل من تقاليد الحراسة أوجدت
حريته هذه بنفسها معنى كلمة لص. 1/ 163 _ 164
14_ العلم للمرأة، لكن بشرط، أن يكون الأب وهيبة
الأب أمراً مقرراً في العلم، والأخ وطاعة الأخ من حقائق العلم، والزوج وسيادة الزوج
شيئاً ثابتاً في العلم، والاجتماع وزواجره الدينية والاجتماعية قضايا لا ينسخها العلم.
بهذا وحده يكون النساء
في كل أمة مصانع عملية للفضيلة، والكمال، والإنسانية، ويبدأ تاريخ الطفل بأسباب الرجولة
التامة؛ لأنه يبدأ من المرأة التامة.
بغير هذا الشرط فالمرأة
الفلاحة في حجرها طفل قذر هي خير للأمة من أكبر أديبة تخرج ذرية من الكتب. 1 / 169
15_ شرف المرأة رأس مال للمرأة. 1/ 171
16_ يجاهدن مجاهدة كل شريف عظيم النفس، همه أن يكون
الشرف أو لا يكون شيء، ويرى الغافل أن مثلهن هالكات في تعب الجهاد، ويعلمن من أنفسهن
غير ما يرى ذلك المسكين، يعلمن أن ذلك التعب هو لذة النصر بعينها.
كانت أنوثتهن أبداً صاعدة
متسامية فوق موضعها بهذه القناعة، وبهذه التقوى، ولا تزال متسامية صاعدة على حين تنزل
المطامع بأنوثة المرأة دون موضعها، ولا تزال أنوثتها تنحدر ما بقيت المرأة تطمع، ورب
ملكة جعلتها مطامع الحياة في الدرك الأسفل، وهي باسمها في الوهم الأعلى. 1/ 131
17_ احذري تهوس الأوربية في طلب المساواة بالرجل،
لقد ساوته في الذهاب إلى الحلاق، ولكن الحلاق لم يجد اللحية. 1/ 264
18_ احذري أن تخسري الطباع التي هي الأليق بأم أنجبت
الأنبياء في الشرق، أمٍّ عليها طابعُ النفس الجميلة، تنشر في كل موضع جوَّ نفسها العالية؛
فلو صارت الحياة غيماً، ورعداً، وبرقاً لكانت الشمسَ الطالعةَ.
ولو صارت قيظاً، وحروراً،
واختناقاً _ لكانت هي النسيمَ يتخطَّر.
أم لا تبالي إلا أخلاق
البطولة، وعزائمها؛ لأن جداتها ولدن الأبطال. 1/ 264 _ 265
19_ يظنون أننا في زمن إزاحة العقبات النسائية واحدة
واحدة من حرية المرأة وعلمها.
أما أنا فأرى حرية المرأة
وعلمها لا يوجدان إلا في العقبات النسائية عقبة بعد عقبة. 1/162
21_ إن نفس الأنثى لرجل واحد؛ لزوجها وحده. 1/
131
22_ وما هو الحجاب إلا حفظ روحانية المرأة للمرأة،
وإغلاء سعرها في الاجتماع، وصونها من التبذل الممقوت؛ لضبطها في حدود كحدود الربح من
هذا القانون الصارم: قانون العرض والطلب، والارتفاع بها أن تكون سلعة بائرة ينادى عليها
في مدراج الطرق والأسواق. 1 / 190
23_ ولقد جاءت إلى مصر كاتبة إنجليزية، وأقامت أشهراً
تخالط النساء المتحجبات، وتدرس معاني الحجاب، فلما رجعت إلى بلادها كتبت مقالاً عنوانه:
=سؤال أحمله من الشرق إلى المرأة الغربية قالت في آخره: إذا كانت هذه الحرية التي
كسبناها أخيراً، وهذا التنافس الجنسي، وتجريد الجنسين من الحجب المشوقة الباعثة التي
أقامتها الطبيعة بينهما _ إذا كان هذا سيصبح أثره أن يتولى الرجال عن النساء، وأن يزول
من القلوب كل ما يحرك أوتار الحب الزواجي _ فما الذي نكون قد ربحناه؟ ! لقد _ والله
_ تضطرنا هذه الحال إلى تغيير خططنا، بل تستقر طوعاً وراء الحجاب الشرقي؛ لنتعلم من
جديد فن الحب الحقيقي. 1/ 205
24_ ليس لامرأة فاضلةٍ إلا رجلها الواحد؛ فالرجال
جميعاً مصائبها إلا واحداً. 1/ 265
25_ احذري أن تخدعي عن نفسك؛ إن المرأة أشد افتقاراً
إلى الشرف منها إلى الحياة.
إن الكلمة الخادعة إذ
تقال لك هي أخت الكلمة التي تقال ساعة إنفاذ الحكم للمحكوم عليه بالشنق؛ يغترونك بكلمات:
الحب، والزواج، والمال كما يقال للصاعد إلى الشنَّاقة ماذا تشتهي؟ ماذا تريد؟.
الحب؟ الزواج؟ المال؟
هذه صلاة الثعلب حين يتظاهر بالتقوى أمام الدجاجة.
الحب؟الزواج؟المال؟يا
لحم الدجاجة! بعض كلمات الثعلب هي أنياب الثعلب.
أيتها الشرقية! احذري،
احذري. 1/ 266
26_ لو كان العار في بئر عميقة لقلبها الشيطان مئذنة
ووقف عليها يؤذن.
يفرح اللعين بفضيحة المرأة
خاصة كما يفرح أب غني بمولود جديد في بيته.
واللص، والقاتل، والسكير،
والفاسق كل هؤلاء على ظهر الإنسانية كالحر والبرد.
أما المرأة حين تسقط فهذه
من تحت الإنسانية؛ هي الزلزلة، ليس أفظع من الزلزلة المُرْتَجَّة تشق الأرض إلا عار
المرأة حين يشق الأسرة.
أيتها الشرقية! احذري،
احذري. 1/ 267
27_ إن الساقطة لا تنظر في المرآة أكثر ما تنظر
إلا ابتغاء أن تتعهد من جمالها، وجسمها مواقع نظرات الفجور، وأسباب الفتنة، وما يستهوي
الرجل، وما يفسد العفة عليه؛ فكأن الساقطة، وخيالها في المرآة رجل فاسق، ينظر إلى امرأة
فاسقة لا امرأة تنظر إلى نفسها. 1/ 77
28_ احذري السقوط؛ إن سقوط المرأة؛ لهوله، وشدته
ثلاث مصائب في مصيبة: سقوطها هي، وسقوط من أوجدها، وسقوط من توجدهم.
نوائب الأسرة قد يسترها
البيت إلا عار المرأة. 1/ 266 _ 267
29_ والمرأة التي لا يحميها الشرف لا يحميها شيء،
وكل شريفة تعلم أن لها حياتين: إحداهما العفة.
وكما تدافع عن حياتها
الهلاك تدافع السقوط عن عفتها؛ إذ هو هلاك حقيقتها الاجتماعية.
وكل عاقلة تعلم أن لها
عقلين: تحتمي بأحدهما من نزوات الآخر، وما عقلها الثاني إلا شرف عرضها. 1/ 93
30_ وأساس الفضيلة في الأنوثة الحياء؛ فيجب أن تعلم
الفتاة أن الأنثى متى خرجت من حيائها، وتهجمت _ أي توقحت أي تبذلت _ استوى عندها أن
تذهب يميناً أو شمالاً، وتهيأت لكل منهما، ولأيٍّ اتفق.
وصاحبات اليمين في كنف
الزوج وظل الأسرة، وشرف الحياة...
وصاحبات الشمال ما صاحبات
الشمال... 1/ 302
31_ إن السعادة الإنسانية الصحيحة هي العطاء دون
الأخذ، وإن الزائفة هي الأخذ دون العطاء، وذلك آخر ما انتهت إليه فلسفة الأخلاق. ص3/
13
32_ متى ما وقع الخلاف بين اثنين وكانت النية صادقة
مخلصة _ لم يكن اختلافهما إلا من تنوع الرأي، وانتهيا إلى الاتفاق بغلبة أقوى الرأيين،
ما من ذلك من بد. 2/ 315
33_ وأما ضعف الهمة، فمنزلة الحيوان الذي لا هم
له إلا أن يوجد كيفما وجد، وحيثما جاء موضعه من الوجود؛ إذ هو يولد ويكدح، ويكد؛ ليكون
لحماً، وعظماً، وصوفاً، ووبراً، وشعراً أثاثاً، ومتاعاً، وكأنه ضرب من النبات إلا أنه
نوع آخر من المنفعة. 3 / 379
34_ الأشياء الكثيرة لا تكثر في النفس المطمئنة،
وبذلك تعيش النفس هادئة مستريحة، كأن ليس في الدنيا إلا أشياؤها الميسرة.
أما النفوس المضطربة بأطماعها،
وشهواتها فهي التي تبتلى بكثرة الهموم الخيالية. 1/ 31
35_ في جمال النفس ترى الجمال ضرورة من ضرورات الحياة؛
ويْ كأن الله أمر العالم ألا يعبس للقلب المبتسم. 1/ 48
36_ ليس اللذة في الراحة، ولا الفراغ، ولكنها في
التعب، والكدح، والمشقة؛ حين تتحول أياماً إلى راحة وفراغ. 1/ 48
37_ إذا استقبلت العالم بالنفس الواسعة رأيت حقائق
السرور تزيد وتتسع، وحقائق الهموم تصغر وتضيق، وأدركت أن دنياك إذا ضاقت فأنت الضيق
لا هي. 1/ 50
38_ من مصائبنا _ نحن الشرقيين _ أننا لا نأخذ الرذائل
كما هي، بل نزيد عليها ضعفنا فإذا هي رذائل مضاعفة. 1/ 204
39_ إن سمو الرجل بنفسه عن الزوجة والولد طيران
إلى الأعلى، ولكنه طيران على أجنحة الشياطين، طيران بالرجل إلى فوهة البركان الذي في
الأعلى. 1/ 288
40_ إن الذي تكتنفه رحمة الله يملك بها دنيا نفسه؛
فما عليه بعد ذلك أن تفوته دنيا غيره، وإن الذي يجد طهارة قلبه يجد سرور قلبه، وتكون
نفسه دائماً جديدة على الدنيا، وإن الذي يحيا بالثقة تحييه الثقة، وإن الذي لا يبالي
بالهم لا يبالي الهم به، وأن زينة الدنيا ومتاعها وغرورها، وما تجلب من الهم _ كل
ذلك من صغر العقل في الإيمان
حين يكبر العقل في العلم. 1/ 232
41_ بعض الشياطين يخدع الناس عن جهنم بتبريد معانيها.
1/ 256
42_ القلب المسالم يخلع الدنيا، ويسمو بكل مضنون
فيها، فيعف عن كثير، ويعرف الإنسانية، ويطمع في غاياتها العليا فيعفو عن كثير، ويدرك
أن الحلال
_ وإن حل _ فوراءه حسابه، وإن الحرام _ وإن غرَّ
_ ليس إلا تَعَلُّلُ ساعةٍ ذاهبة، ثم وراءه عقاب الأبد. 2 / 7
43_ ولا يضطرب من شيء؛ وكيف يضطرب ومعه الاستقرار؟
لا يخاف من شيء؛ وكيف يخاف ومعه الطمأنينة؟ لا يخشى مخلوقاً؛ وكيف يخشى ومعه الله؟.
2 / 171
44_ فمن ألزم نفسه الجود، والإنفاق راضها رياضة
عملية كرياضة العضل بأثقال الحديد، ومعاناة القوة في الصراع و نحوه.
أما الشح فلا يناقض تلك
الطبيعة، ولكنها يدعها جامدة مستعصية، لا تلين، ولا تستجيب، ولا تتيسر. 3 / 145
45_ إن يوماً باقياً من العمر هو للمؤمن عُمُرٌ
ما ينبغي أن يستهان به. 1 / 235
46_ بكلمة يكون الإحساس فاسداً، وبكلمة يكون شريفاً.
1 / 266
47_ وما هو الحجاب الشرعي إلا أن يكون تربية عملية
على طريقة استحكام العادة لأسمى طباعِ المرأةِ وأخصُّها الرحمةُ، هذه الصفة النادرة
التي يقوم الاجتماع الإنساني على نزعها، والمنازعة فيها ما دامت سنة الحياة نزاع البقاء،
فيكون البيت اجتماعاً خاصاً مسالماً للفرد، تحفظ المرأة به منزلتها، وتؤدي فيه عملها،
وتكون مغرساً للإنسانية، وغارسة لصفاتها معاً. 1 / 196
48_ وما كان الحجاب مضروباً على المرأة نفسها، بل
على حدود الأخلاق أن تجاوزَ مقدارَها، أو يخالطها السوء، أويتدسس إليها؛ فكل ما أدى
إلى هذه الغاية فهو حجاب، وليس يؤدي إليها شيء إلا أن تكون المرأة في دائرة بيتها،
ثم إنساناً فقط فيما وراء هذه الدائرة إلى آخر حدود المعاني. 1 / 197
49_ فوراء الحجاب الشرعي الصحيح معاني التوازن،
والاستقرار، والهدوء، والاطراد، وأخلاق هذه المعاني وروحها الديني القوي الذي ينشئ
عجيبة الأخلاق الإنسانية كلها، أي صبر المرأة وإيثارها.
وعلى هذين تقوم قوة المدافعة،
وهذه القوة هي تمام الأخلاق الأدبية كلها، وهي سر المرأة الكاملة؛ فلن تجد الأخلاق
على أتمها، وأحسنها، وأقواها إلا في المرأة ذات الدين، والصبر، والمدافعة. 1 / 197
50_ يا ويل المرأة حين تنفجر أنوثتها بالمبالغة؛
فتنفجر بالدواهي على الفضيلة. 1 / 264
51_ وحقيقة الحجاب أنه الفصل بين الشرف فيه الميل
إلى النزول، وبين الخسة فيها الميل إلى الصعود.
فيك طبائع الحب، والحنان،
والإيثار، والإخلاص، كلما كَبِرتِ كَبُرتْ.
طبائع خطرة إن عملت في
غير موضعها جاء بعكس ما تعمله في موضعها.
فيها كل الشرف ما لم تنخدع،
فإذا انخدعت فليس إلا كل العار. 1/265_266
52_ احذري كلمة شيطانية تسمعينها: هي فنية الجمال،
أو فنية الأنوثة، وافهميها أنت هكذا: واجبات الأنوثة، وواجبات الجمال. 1 / 266
53_ على أن هذا الذي يسميه القوم حرية ليس حرية
إلا في التسمية، أما في المعنى فهو كما ترى: إما شرود المرأة في التماس الرزق، حين
لم تجد الزوج الذي يعولها، أو يكفيها، ويقيم لها ما تحتاج إليه؛ فمثل هذه حرية النكد
في عيشها، وليس بها حرية، بل هي مستعبدة للعمل شر ما تستعبد امرأة.
وإما انطلاق المرأة في
عبثاتها، وشهواتها مستجيبة لشهواتها بذلك إلى انطلاق حرية الاستمتاع بالرجال بمقدار
ما يشتريه المال، أو تعين عليه القوة، أو يسوِّغه الطيش، أو يجلبه التهتك، أو تدعو
إليه الفنون؛ فمثل هذه هي حرة حرية سقوطها، وما بها الحرية، بل يستعبدها التمتع.
والثالثة: حرية المرأة
في انسلاخها من الدين وفضائله؛ فإن هذه المدنية قد نسخت حرام الأديان وحلالها بحرام
وحلال قانوني؛ فلا مَسْقَطة للمرأة، ولا غضاضة عليها قانوناً فيما كان يعد من قبل خزياً
أقبح الخزي، وعاراً أشد العار؛ فمثل هذه هي حرة حرية فسادها، وليس بها الحرية، ولكن
تستعبدها الفوضى.
والرابعة: غطرسة المرأة
المتعلمة، وكبرياؤها على الأنوثة والذكورة معاً، فترى أن الرجل لم يبلغ بعد أن يكون
الزوج الناعم كقفاز الحرير في يدها، ولا الزوج المؤنث الذي يقول لها: نحن امرأتان؛
فهي من أجل ذلك مطلقة مُخَلاة؛ كيلا يكون عليها سلطان، ولا إمْرة؛ فمثل هذه حرة بانقلاب
طبيعتها وزيفها، وهي مستعبدة لهوسها، وشذوذها، وضلالها.
حرية المرأة في هذه المدنية
أوَّلها ما شئت من أوصاف وأسماء، ولكن آخرها دائماً: إما ضياع المرأة، وإما فساد المرأة.
1 / 294 _ 295
54_ وما أول الدعارة إلا أن تمد المرأة طَرْفَها
من غير حياء كما يمد اللص يده من غير أمانة. 1 / 297
55_ وهذه الزينة تتصنع بها المرأة تكاد تكون صورة
المكر و الخداع، والتعقد وكلما أسرفت في هذه أسرفت في تلك.
بل الزينة لوجه المرأة
وجسمها سلاح من أسلحة المعاني كالأظافر، والمخالب، والأنياب، غير أن هذه لوحشية الطبيعة
الحية المفترسة، وتلك لوحشية الغريزة الحية التي تريد أن تفترس. 2 / 63
عبد الغفور بوغيدة
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire