1_ عن طريق
التعاطف مع الآخرين والتفكير بنفس طريقتهم _ نستطيع رؤيتهم على حقيقتهم، بدلاً من
محاولة تحويلهم إلى أشخاص آخرين، وبدلاً من أن تغضب _على سبيل المثال_ من أن زميلك
هذا في فريق العمل يعمل ببطء شديد، يمكنك أن تسأل نفسك عن الفائدة التي من الممكن
تحقيقها من وراء هذه السمة، عندما تفعل ذلك سوف تجد أنه يولي اهتماماً كبيراً بكل
شيء يفعله، وأن هذا هو السبب في أنه يعمل ببطء.
2_ إن
أطفالنا يطالبوننا بأن نتحلى بالمزيد من الصبر، وقد أظهرت دراسة أجرتها إيلين
جالينسكي عام 1999م حول تحقيق التوازن في الحياة العملية أن الشيء الوحيد الذي
تمناه معظم الأطفال هو أن يتغير آباؤهم ليصبحوا أقل عصبية وتوتراً عند عودتهم إلى
البيت من العمل.
3_ فالصبر
صفة تتعلق أكثر بما لا تفعله، إنها تقتضي منك أن تتراجع وتحجم عندما ترغب في
التحرر والانطلاق، وأن تحتمل شيئاً ما كنت لتحتمله إذا كنت لا تتحلى بها، وأن
تنتظر من الأشياء أن تحدث بدلاً من أن تدفعها للحدوث.
4_ إن الصبر
يسمح لنا بأن نحتفظ بهدوء أعصابنا عند التعرض للضغوط، سواء الضغوط الخارجية
الناتجة عن حياتنا المليئة بالعمل والانشغال، أو الضغوط الداخلية التي يولدها
الغضب.الصبر يخفف
من الإجهاد الواقع على الجهاز العصبي، ويقلل من السرعة التي يعمل بها، ويجعله
يستريح.
5_ بالنظر إلى أسلوب حياتنا الحالي فإنه من الممكن أن نتعرض لاستجابة
المواجهة أو الهروب طوال الوقت في إشارات المرور، وعندما نكون بصدد موعد نهائي
من الصعب الوفاء به، وعندما ندخل مشاحنات مع أحبائنا، الأمر الذي يُلقي على
أجسادنا قدراً كبيراً من الإجهاد والضغوط، وهذا هو السبب في أن التحلي بالصبر يعد
أَحَدَ أفضل الأشياء التي يمكننا القيام بها من أجل صحتنا، وكلما استطعنا بسهولة
أكثر أن نصمد في مواجهة صدمات الحياة، ونتسامح مع صغائر الأمور التي تصدر عن
الآخرين _ يقل ما نتعرض له من ضغوط وتوتر.
6_ وما
يثبته الواقع لنا هو أن الصبر ذلك الثبات الداخلي الهادئ في مواجهة ما كان من
الممكن أن يزعجنا ويغضبنا فيما إذا كنا لا نتحلى به _ هو المدخل إلى تعلم التعاطف
مع الآخرين، وإلى اكتساب القدرة على إدراك مشاعرهم.
7_بالصبر تصبح
تجربتنا الداخلية أشبهَ ببحيرة ساكنة منها بنهر ثائر، وبدلاً من أن نشعر بالغضب أو
الذعر في مواجهة كل حادثة تلقي بها الحياة إلينا خطة يتم إلغاؤها، أو موعد نهائي
لا يستطيع زميل في العمل الوفاء به، أو مهمة معينة تنسى شريك حياتك أداءها _ نصبح
قادرين على أن نضع الأشياء في إطارها الصحيح، الأمر الذي يسمح لنا بالحفاظ على
هدوء أعصابنا
8_ الصبر
يزيد من احتمالات استمرار العلاقات مدى الحياة.
9_ الصبر هو
الذي يؤدي إلى تماسك المحبين، وإلى تهدئة الأجواء بينهما، وبالتالي يتمكن الحب،
والتطور والنمو، من الازدهار.
10_ إن
الصبر يعد أحد أروع حلفائنا في عملية التربية، تلك العملية التي تتسم بالتعقيد؛
فالصبر يسمح لنا مثلاً بأن نستمر في هدهدة الطفل الذي يبكي ويصرخ مدة تقرب من
الساعة، وبأن نقرأ لأطفالنا نفس القصة المحببة إليهم للمرة الألف، وبأن نتعامل
بهدوء لأولادنا المراهقين عندما يعودون إلى البيت في وقت متأخر مثلاً.
11_ بالصبر
نصبح أكثر قدرة على أن نظل هادئين من الداخل، مهما كان ما يحدث خارجنا، ونثق في
قدرتنا على التعامل مع أي شيء يعترض طريقنا، وتلك الثقة تمنحنا طمأنينة رائعة.
12_ إننا لن
نصبح آباءً مثاليين مهما حاولنا، وهذا أمر لا بأس به؛ فكل ما نحتاج إليه حقيقة هو
أن نكون جيدين بما فيه الكفاية فقط.والصبر
يساعدنا على نكون آباءً جيدين بما فيه الكفاية حتى تكون استجابتنا، وردود أفعالنا
الحكيمة والرقيقة والمفعمة بالحب اتجاه أولادنا أكثر من استجابتنا وردود أفعالنا
الحادة التي نُقْدِمُ عليها بدون تفكير أو تروٍّ.
13_ من خلال تَقَبُّل الآخرين على ما هم عليه،
وتَقَبُّل الحياة كما هي عليه نثبت قوتنا الحقيقية، وما نَتَّسِم به كبشر من
روعة، وجمال.من السهل أن
نتقبل الأمور عندما تكون كلها على ما يرام، ولكن عندما نتحلى بالصبر في المواقف
التي لا تسير الأمور فيها بالطريقة التي نريدها نصبح أبطالاً بحق.
14_ وعلى
قدر ما يتحلى به الناس من صبر تظل المجتمعات متماسكة، ويظل بلايين الناس الذين
يعيشون الآن على هذا الكوكب يعملون في ظل النظام.إن مخالفة
النظام تبدأ عندما نصبح فاقدي الصبر، سواءً كان الأمر يتعلق بكسب المال، أو
بالانتظار في سياراتنا في طريق مزدحم.
15_ إن
الصبر ليس سمة شخصية صغيرة تجعل صاحبها يشعر بمشاعر طيبة، إنه أساس اللباقة،
والكياسة، وطاعة النظام.بدون الصبر
لا يستطيع الناس العيش معاً، ولا يستطيع المجتمع أن يعمل بشكل سليم، وبه نستطيع أن
نوفر إمكانية أن يحل السلام بين الأشخاص وبين الدول.
16_ لا أحد
يرغب في أن يعاني من محن جسدية، أو عاطفية، ولكن عندما تأتينا هذه المحن بالفعل -
وهي ستأتي على الأرجح، فلكل منا نصيبه من الأحزان - يكون أمامنا خياران اثنان: إما
أن نشكو ونتذمر بدون توقف مما يحدث لنا، وإما أن نشعر بمشاعر الحزن والخوف والغضب،
وبعد ذلك نلجأ إلى الصبر، ونسمح للتحدي الذي نواجهه بأن يسمو بأرواحنا.
17_ أعظم
اكتشاف تم التوصل إليه في جيلي هو أن الإنسان يستطيع أن يغير حياته، وذلك بأن يغير
من طريقة تفكيره.
18_ وهناك
فارق هائل بين الشعور بالإخفاق، والشعور بأن ثمة ما يجب أن تتعلمه؛ فالأول: يؤدي
إلى اليأس وعدم التغيير، بينما يؤدي الثاني إلى إمكانية التغيير والتطور.عندما يتم
الضغط على نقاط ضعفك التي تجعلك تفقد صبرك حاول أن ترى هذا الموقف على أنه فرصة
لكي تتعلم شيئاً عن نفسك.اسأل نفسك: لماذا
يصعب عليّ تحمل هذا الأمر؟.وسوف تندهش
من النتائج التي سوف تترتب على هذا الموقف الجديد من جانبك.
19_ عندما ينذر الموقف بمحنة ما فكر ملياً بجد وتروٍّ: ما أسوأ شيء يمكن أن
يحدث؟ وبعد أن تفحص وتحلل هذه المحنة المحتملة، امنح نفسك أسباباً منطقية تجعلك
تفكر في أنها رغم كل شيء لن تكون كارثة رهيبة.
20_ عندما
نتذكر دائماً أن بعض الأشياء تستحق الانتظار فإن ذلك يساعدنا على أن نقرر ما هي
هذه الأشياء، وعلى أن نقدرها عندما نحصل عليها بالفعل.
21_ الصبر
شيء يعجبك في سائق السيارة التي خلفك، ولكنه لا يعجبك في سائق السيارة التي أمامك.
22_ أكثر
الأشياء التي وجدتها فائدة هو أن أذكِّر نفسي في تلك اللحظات التي أنزع فيها إلى
انتقاد الآخرين، والحكم عليهم بأنني لست معصومة من الخطأ.
23_ حتى
يمكنك أن تمارس الصبر، تحتاج إلى أوغاد حقيقين لمساعدتك على ذلك؛ إذ لا حاجة إلى
ممارسته مع من يتسمون بالدماثة واللطف؛ فالتعامل معهم لا يتطلب صبراً.
24_ ياله من
موقف غريب! أن يكون في مقدورنا أن نرحب في حياتنا بمن نعتبرهم أكثر الناس إرهاقاً
لنا؛ لأنهم سوف يعلموننا الصبر.
25_ فالتحلي
بالصبر لا معنى له إلا إذا كنا قادرين على استخدامه عندما نحتاج إليه.
26_ عندما
نفتح قلوبنا للناس وللأشياء التي تمثل تحدياً بالنسبة لنا نصبح في حالة من الهدوء
الروحي والعاطفي، كما نصبح أقل عرضة للتأثر بكل ما تلقيه إلينا الحياة من صعاب
ومشكلات.وفي هذه
الحالة يصبح الأشخاص ذوو الطباع الصعبة، والأحداث العصيبة فرصاً مثيرة للاهتمام
يمكن استغلالها لمزيد من النضج والنمو، بدلاً من أن يصبحوا عقبات خطيرة يتعين
علينا احتمالها.من خلال هذه الرؤية نستطيع أن نستمتع أكثر بالحياة أياً كان ما يحدث لنا.
27_ الصبر
هو أن نكون على استعداد للعيش في الحاضر كما هو تماماً، وحتى إذا كنا نريد أو
نتمنى أن يتغير الحاضر في يوم ما؛ فالصبر يتيح لنا أن نحيا الآن في سعادة، ورضا
بقدر الإمكان.
28_ إن
التركيز على اللحظة الحالية، والصبر على الحاضر يبدوان مسألة سهلة عندما تسير
الحياة على ما يرام، ولكنهما أيضاً يعتبران السر لمواجهة المحن وأوقات الشدة.
29_ من
الأشياء العظيمة التي يمكن أن تحميك من الغضب، ومن الأفكار المتمردة، ومن كل ما قد
تشعر به من نفاد الصبر، وكل ما قد تتعرض له من مشاحنات ومشاجرات أن يكون ذهنك
مشغولاً ببعض الأعمال والاهتمامات، مثل هذه الأشياء سوف تجذب انتباهك وتحميك من أن
تطيل التفكير في الأشياء التي تثير استياءك وتغضبك.
30_ إن التحلي بالصبر ليس معناه أن نحبس تفكيرنا بصورة لا تنتهي في ذلك
الشيء الذي يربكنا ويحيرنا؛ فلا بأس من أن نركز انتباهنا في وقت كهذا على شيء آخر.
وقد كان أحد
الحكماء مقتنعاً بأن الصبر في حد ذاته ليس إلا فن العثور على شيء آخر تقوم بآدائه.
31_ إن
الصبر والشفقة يعملان معاً في انسجام وتناغم كمنظومة واحدة؛ ليدعم ويكمل كل منهما
الآخر؛ فكلما تحلينا بقدر أكبر من الصبر أمكننا أن نكون أكثر حساسية وتأثراً
بمشاعر الآخرين، وكلما استجبنا لهم بقلوبنا وليس بعقولنا استفدنا أكثر من معين
الصبر الكامن في أعماقنا
32_ كلما
ازداد إدراكنا لحقيقة أننا نفتقر بشكل كامل إلى السيطرة على الآخرين نصبح أكثر
صبراً؛ لأننا سوف نتوقف عن تعذيب أنفسنا بمحاولة تغييرهم، ونبدأ في توجيه صبرنا في
الاتجاه الصحيح نحو أنفسنا حتى نتمكن من احتمال أي شيء نريد منهم تغييره.
وعندما
نواجه مواقف عصيبة مع الآخرين لا يكون هناك أفضل من أن نتذكر الحكمة التي تقول: اللهم
امنحني القدرة على أن أتقبل الأشياء التي لا يمكنني تغييرها، والشجاعة كي أغير
الأشياء التي يمكنني تغييرها، والحكمة حتى أفرق بين الاثنين.
عبد الغفور بوغيدة
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire